تطوير هيكل تنظيمي وأوصاف وظيفية ودليل إجراءات لقسم السلامة والصحة المهنية في المنشآت الصناعية والخدماتية
تدخل السلامة والصحة المهنية في كل مجالات الحياة فعندما نتعامل مع الكهرباء أو الأجهزة المنزلية فلا غنى عن إتباع قواعد السلامة وأصولها وعند قيادة السيارة أو حتى السير في الشارع, ومن البديهي أيضا أننا بحاجة لها داخل المصانع وأماكن العمل المختلفة وفي المنشآت التعليمية.
لذلك فإن إتباع إرشادات وإجراءات السلامة في كل مكان توفر بيئة آمنة, كما أنها تؤدي إلى حماية العاملين في مواقع العمل المختلفة من الأخطار المهنية المتمثلة بحوادث وإصابات العمل والأمراض ذات الصلة بالمهنة.
ولقد أدى التطور الصناعي الذي شهده العالم إلى ظهور العديد من المخاطر التي ينبغي على الإنسان إدراكها وتجنب الوقوع في مسبباتها، فأماكن العمل المتعددة والمختلفة من ورش, ومصانع, ومختبرات ومعامل تعتبر بيئات عمل تكثر فيها العديد من المخاطر المهنية التي يتعرض لها العاملين مثل درجات الحرارة العالية، ومخاطر الآلات الدوارة والأجهزة الحساسة، ومخاطر التفاعلات السريعة، ومخاطر المواد السامة والغازات المتصاعدة وما إلى ذلك من المخاطر . وبالتالي لقد أصبحت السلامة والصحة المهنية محل اهتمام جميع دول العالم التي تشهد تطورات كبيرة ومتسارعة في شتى المجالات، فهي تهدف إلى حماية القوى العاملة جوهرة عملية التنمية الاقتصادية الشاملة, وإيجاد بيئة عمل آمنة, وسليمة خالية من الأخطار المهنية مما يحقق المزيد من الاستقرار والتطوير لعلاقات العمل بين أطراف الإنتاج مما يساهم في دفع عجلة التنمية.
تعتبر السلامة والصحة المهنية جزءاً لا يتجزأ من مجمل عملية التنمية والتطوير الاقتصادي ومكونة لها، فكلما ارتفعت مستويات النمو الاقتصادي والصناعي بوجه خاص كلما كانت الفرص مهيّأة أكثر لتطوير مستويات السلامة والأمان والصحة المهنية في بيئة العمل وبشكل موازٍ ومساوٍ لها.
وتحتاج الدول العربية عامة وفلسطين خاصة لإعادة بناء وتأهيل البنية التحتية للسلامة والصحة المهنية لتصبح المنشآت قادرة على مواكبة ومجاراة عمليات التطوير والبناء اللازمة التي تتطلبها اشتراطات بيئة العمل الآمنة والسليمة. مما يحتاج إلى تعزيز سبل التعاون والعمل المشترك ما بين الحكومة وبيئات العمل المختلفة.
إضافة إلى ذلك فإن العديد من المنشآت الصناعية والخدماتية لا تولي أهمية لموضوع السلامة والصحة المهنية ولا يوجد ضمن هياكلها التنظيمية وظائف خاصة بالسلامة والصحة المهنية.