من حرم مسجد جامعة النجاح الوطنية، شارك عطوفة محافظ محافظة نابلس اللواء أكرم الرجوب، والأستاذ الدكتور ماهر النتشة القائم بأعمال رئيس الجامعة، وعميد شؤون الطلبة الأستاذ موسى أبو دية وبحضور مجموعة من الطلبة والمتطوعين والعاملين والإعلاميين، وكذلك منظِما الحدث فريق مبادرة الكوفية الفلسطينية، وفريق من صفحة مدينة نابلس، في إفطار تقشفي تحت عنوان (تمر، ولبن)، وهي مسابقة تحدٍ إيمانية، يقوم المشاركون بها بالإفطار على ثلاث حبّاتٍ من التمر وكوب حليبٍ أو لبن وماء، وكذلك السحور، وقد إنضم إليها عدد من الشباب في أرجاء الوطن، وبعضهم لا زال ملتزماً بالتحدي طيلة أيام الشهر الفضيل. وجاءت مشاركة عطوفة المحافظ والقائم بأعمال رئيس الجامعة كخطوة داعمة لفكرة هذه المبادرة، وللتضامن مع القائمين عليها، ومع الأهداف النبيلة التي ترمي إليها, وقد تم تقديم الوجبات الأصلية التي لم يتناولها الحاضرون إلى أسر فقيرة تحتاج إليها.
وتتلخص فكرة هذه المسابقة في أن يقوم المشاركون خلال شهر رمضان المبارك بتحدي أنفسهم والقيام بعدة أعمال أهمها: الإفطار على: (ثلاث حبات تمر وكوب حليب أو لبن فقط، وكذلك السحور)، ويتم إرسال الوجبات التي قاموا بتوفيرها إلى أسرة فقيرة ضمن حملة (فطّر غيرك يكثر خيرك) التي تنظمها صفحة مدينة نابلس على الفيسبوك. وتجميع ثمن وجبات طعام أخرى في نهاية الشهر الفضيل ليتم تعمير منزل أسرة فقيرة، يتم إبلاغهم بها أول أيام العيد كعيدية لهم، ليتم تنفيذها مباشرةً بإشراف جامعة النجاح – مساق "الهندسة والمجتمع"، حيث كان قد تم تعمير 67 مسكناً بواسطته خلال الشهور الثلاثة الماضية.
وقال اللواء الرجوب محافظ نابلس: "ما لمسته اليوم هو عبارة عن مشاريع شبابية خلّاقة، ويجب أن تتواصل، والشيء الذي يسعدني أكثر أن أرى فكرة شبابية وتترجم على الأرض. أنتم بدأتم عملاً مقتنعين به ولم تنتظروا أحداً يشجعكم أو يساعدكم إلى النزول للميدان والبدء بالعمل، وهذا حافز للمسؤولين أن يقوموا بتبني مبادراتكم هذه. أنتم لستم بحاجة لدعم منا، بل أنتم تقومون بدعمنا أصلاً من خلال ما تقومون به."
الأستاذ الدكتور ماهر النتشة القائم بأعمال رئيس الجامعة قال: "أنا سعيد جداً وفخور بجامعة النجاح وبوجود مثل هؤلاء الموظفين والطلبة فيها الذين يطلون علينا من حين لآخر بمبادرات جديدة ولافتة للنظر، إن العرض الذي شاهدته اليوم الذي بيّن الدور الذي يقوم به طلبتنا في تعمير منازل الأسر الفقيرة يجلعنا نستشعر الدور الهام الملقى على عاتق الجامعة في خدمة مجتمعنا الفلسطيني أكثر وأكثر، أنا أشعر بالطمأنينة أننا بمشيئة الله نقوم بتنمية خدمة المجتمع في طلبتنا الشباب، وهذا يقع على رأس أولوياتنا في إدارة الجامعة من خلال دوائر الجامعة ومراكزها وكلياتها."
وقدّم المهندس محمد دويكات منسق (حملة تمر، ولبن) شرحاً عن الحملة وأهدافها، موضحاً أن الحملة تحمل عدة معانٍ وأهدافٍ دينية ووطنية واجتماعية وأخلاقية وإنسانية، وقال دويكات وهو محاضر بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة إنها تهدف إلى تقوية القدرة على إدارة النفس، وتضامن مع الأسرى الذين يضربون عن الطعام "أصحاب معركة الأمعاء الخاوية"، وتجربة للشعور مع ملايين البشر الذين يتضورون جوعاً في العالم، وأضاف: "في هذه التجربة إختبار وتمرين لأنفسنا ونهيها عن الهوى، والقدرة على الصمود أمام رغبات الذات، وتمرن على وضع أهداف والصمود لتحقيقها، وتأكيد أن كل إنسان لديه فائض يستطيع تقديمه للمحتاجين، وقد يكون هذا الفائض من الخلايا الدهنية المخزنة في جسمه." مشيراً بأن الحملة تشارك في حمل رسالة جامعة النجاح المنشورة على موقعها الرسمي وتحمل عبارة: "الحفاظ على الإرث الحضاري والديني للشعب الفلسطيني."
وأضاف حسن قمحية أحد موظفي دائرة العلاقات العامة في الجامعة والذي يدير حملة (فطّر غيرك يكثّر غيرك): إن شراكتنا مع حملة تمر ولبن جاءت بهدف توحيد جهود الشباب المبادرين وخلق مساحة تكامل بينها، فهم في حملة تمر ولبن يقومون بالصيام والإفطار على تمر ولبن، ويقدمون لنا الوجبات التي كان من المفترض أن تكون لهم، ونقوم نحن بدورنا بالبحث عن الفقراء الذين يحتاجون إليها ضمن مشاركات أخرى واسعة تصل إلينا من أهالي محافظة نابلس، ونوصلها إلى منازلهم مع الحفاظ التام على السرية والخصوصية. كما كان لنا دور في الترويج لحملة تمر ولبن وتغطية محطاتها من خلال صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.
وقال الطالب عماد علاونة الذي شارك في حفل إطلاق فعاليات الحملة إن الطلبة الذين شاركوا يريدون أن يتعلموا خلال هذا التحدي تطوير التحكم بالذات وتحفيزها للأفضل، وتعزيز مهارة الصبر، والإنتظام في الصلاة والتركيز فيها، ومسك اللسان خاصة عن المغيبة، الإبتعاد عن الإنترنت والإقتراب من الله وصلة الأرحام، ومحاول للإقلاع عن التدخين، وأن الحملة تحقق أهدافاً صحية حيث يمكن أن تصبح فرصة لتخفيف الوزن، وبناء الجسم وتعويده على التحديات.
وأضاف صلاح حسين الذي قام بتنسيق فقرات الحفل وهو أحد متطوعي مبادرة الكوفية، إن هذه الفعالية حظيت باهتمام إعلامي واسع، وإنه تمت تغطيتها خلال هذا اليوم وسابقه من خلال صوت النجاح وفضائية الجامعة وفضائية فلسطين التي شاركت في الغفطار التقشفي، وكذلك راية إف إم، وراديو حياة، وراديو 24 إف إم، وطريق المحبة، وصحيفة الحياة الجديدة، وغيرها من وسائل الإعلام الإلكترونية والمسموعة والمرئية.
وقد تم في نهاية الفعالية تكريم المبادرين بتنفيذها، ورفع أحد الطلبة مذكرة للقائم بأعمال رئيس الجامعة تعلن فيها مجموعة شبابية من طلبة الجامعة رغبتها تجديد سجّاد مسجد الجامعة خلال شهر رمضان المبارك. وختم دويكات وقمحية بقولهما: "إن ما نقوم به من أنشطة وفعاليات تأتي تتويجاً لوظيفتنا الرئيسة في الجامعة وتتكامل معها، فعملنا في خدمة جامعتنا ومجتمعنا لا يتوقف عند انتهاء دوامنا الرسميّ." ووجها شكرهما للقائم بأعمال رئيس الجامعة البروفيسور النتشة ولمحافظ نابلس اللواء الرجوب لمشاركتهما هذا اليوم المميز الذي خلق لهما حوافز جديدة للمضي قدماً في مبادراتهما الشبابية.
وفي المحطة الأخيرة من الحفل تم الإعلان عن ميثاق الأخلاق الذي تعتزم العائلات الفلسطينية إعداده والتوقيع عليه عائلة تلو الأخرى، وجعلت موضوع هذا العام (الأمن والأمان)، وستتم إضاءة شعلة رمزية للحدث في يوم خاص خلال الشهر الفضيل بعد استكمال الإجراءات اللازمة. وستبدأ الشعلة من جامعة النجاح، منبر الأخلاق والأدب والثقافة، وتحديداً من بيت الله فيها، ثم ستتحرك الشعلة من عائلة غلى أخرى في نابلس وربوع الوطن. ويتلخص البند الأول من الميثاق لهذا العام على: عدم إطلاق النار في المناسبات والأعياد على إختلاف أنواعها كالأعراس وحفلات التخرج ونتائج التوجيهي وخروج الأسرى من السجون، وكذلك عدم إطلاق المفرقعات والألعاب النارية. نظراً لما تسببه هذه الممارسة من إزعاج وضرر للأهالي من الكبار والأطفال والآمنين الساكنين في بيوتهم، ولما تحدثه من احتمال وقوع إصابات أو ضحايا، وكذلك هدر للوقت والجهد والمال في غير محله، ولأنها تعكس صورة غير حضارية عن الشعب الفلسطيني وأصالته وثقافته. وستتم إضاءة شعلة رمزية تعني أن جميع أفراد هذه العائلة ينضمون تحت هذا الميثاق، مع العلم أنه قابل لإضافة بنود جديدة بناء على النقاش والتغذية الراجعة التي تحدث حول هذا الموضوع.
يذكر أن حملة تمر ولبن تأتي كجزء ضمن سلسلة فعاليات رمضان التي انطلقت من حرم جامعة النجاح الوطنية، التي تشمل أيضاً على: المشي والرياضة قبيل الإفطار، وتنظيم يوم للصيام عن الكلام، وزيارة أشخاص لا يخطر ببال أحد زيارتهم كالمحرومين من إنجاب الأولاد، ورحلة حطة وعقال "2" التي ستنطلق قبيل ليلة القدر بالزي التراثي من الحرم الجامعي الجديد لتستقر في البلدة القديمة، وستستمر الحملة في أول أيام العيد لزيارة أحياء الفقراء وتقديم الهدايا لهم برفقة المسحراتي، وتصويرهم بالحطة والعقال، وإبلاغ الأسر التي سيتم تعمير بيوتها بذلك الخبر كعيدية لهم مقدمة من جامعة النجاح الوطنية – مساق "الهندسة والمجتمع".