أطلقت كلية الهندسة في جامعة النجاح أول برامجها الدولية للتبادل الطلابي مع الجامعات الأجنبية، وقد بدأ البرنامج مع مؤسسة ريكريار العالمية، وهي شبكة دولية من الطلاب والمهنيين مقرها الرئيسي برلين، تهتم بتنمية القطاعات الشبابية والطلابية في جميع أنحاء العالم، وتساعدهم في التخطيط لتنفيذ المشاريع الخاصة بهم، وتعمل على تعريفهم بأنفسهم كجزء من العالم. ويستغرق البرنامج الأول ثلاثة عشر يوماً بمشاركة خمسة متطوعين دوليين من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإيطاليا وتنزانيا. وقد تقدم للبرنامج أكثر من 350 طالباً تم قبول 200 منهم معظمهم من كلية الهندسة، وبعضهم من كليات الجامعة الأخرى. وأما المتطوعون الدوليون فهم جويل جيوكينو، وكومال منهاس، وكريستين وليامز، وكاسم ريزا، وكيفن بوتر، وهم طلبة بكالوريوس وماجستير ودكتوراه ملتحقون بجامعات في بلدانهم، وسيبقون على تواصل مع طلبة "النجاح" خلال الربع الأول من العام 2011 لمساعدتهم في تقديم طلبات للتدريب أو التعلم في الخارج.
وتتمحور ورشة عمل البرنامج حول التعلم والتدرب في الخارج، بالإضافة إلى جملة من المهارات مثل: "العالم الآخر والاختلافات الثقافية، الإنجليزية على أراضي أصحابها، المنح التدريبية والتعليمية وشبكات العلاقات الدولية، كيف أقدم طلباً ناجحاً للتعليم أو التدريب في الخارج، التعلم والتدريب في بريطانيا، التحدث عن النفس وامتلاك المنصة أمام الجماهير، نشر مدونات الفيديو على الإنترنت، كتابة السيرة الذاتية، والتخطيط للمستقبل التعليمي، وغيرها." وقد تم اعتماد اللغة الإنجليزية لجميع أجواء العمل.
وقال الدكتور نبيل الضميدي عميد كلية الهندسة في الحفل الإفتتاحي للبرنامج إن كلية الهندسة تمنح مزيداً من الجهود لدمج طلبتها بالعالم، من أجل تقليص الفجوة الثقافية الناتجة عن الظروف التي تعيشها فلسطين بسبب الإحتلال، مشيراً أنه من المفترض أن تكون الجامعات الفلسطينية خليطاً من طلبة العالم، إلا أن الحالة التي تمر بها البلاد تحول دون حدوث حراك ثقافي واجتماعي على المستوى الدوليّ، موجهاً شكره لمركز التواصل الهندسي لجهوده في خلق هذا البرنامج السنويّ، مضيفاً بالقول: "لقد كانت كلية الهندسة فارغة وساكنة في مثل هذا الوقت من كل عام، إلا أن هذا النشاط جعلنا نلمس أن الكلية لم تقم بالتعطيل عن الدوام، هذا أمر يستحق التقدير على مستوى الطلبة المشاركين، والمركز المنظم للحدث ومتطوعيه، وعلى مستوى الوفد الأجنبي الزائر، نحن فخورون بهم جميعاً".
المهندس محمد دويكات مدير مركز التواصل الهندسي قال خلال حديثه عن البرنامج: "ما قمنا به بداية هو خلق مجال لطلبة جامعة النجاح أنفسهم لبناء شبكات من العلاقات مع العالم، وبالفعل فقد تم التنسيق مع هؤلاء المتطوعين من قبل أحد طلبتي واسمه يزن عرفات وذلك خلال التحاقه بمساق "مقدمة في الهندسة"، حيث تقدم بمبادرة للمركز وعمل المركز على تبنيها ورعايتها،" واشاد المهندس دويكات بجهود المتطوعين من طلبة كلية الهندسة الذين قاموا بتقديم عطلتهم الدراسية من أجل مساعدة زملائهم في الجامعة وإنجاح هذا النشاط، وأشار أنه يثمن عالياً ذلك الأمر، مضيفاً بقوله: "أن يأتي نحو مئتي طالب إلى الجامعة مدة 5 ساعات يومياً على مدار 13 يوماً، فهذا يعني لنا حجم المسؤولية التي تقع على عاتقنا، إن طلبتنا توّاقون للتعلم والتعرف على كل ما هو جديد حتى في إجازاتهم، ولذلك يتميز خريجونا"، وأوضح أنه سيتم التعاون مع برنامج التبادل الشبابي الدولي زاجل لإثراء برنامج كلية الهندسة.
أما المتطوعون الدولين فقد شكروا الجامعة على حسن الضيافة والإستقبال، وأشاروا أنهم متفاجئون من حجم الجامعة وتجهيزاتها، حيث قاموا بزيارة مركز الإعلام والمعهد الكوري ومقر المكتبة الجديدة ومسرح الأمير تركي والمسرح المكشوف، كما أوضح بعضهم أنهم لم يصدقوا أن فلسطين بهذا الجمال، حيث قام المركز بعمل جولات لهم في مدينة نابلس ومدن الخليل وبيت لحم وأريحا، وأشاروا أن كثيراً من المواقع الإلكترونية التي زاروها قبل المجيء إلى البلاد وصفت فلسطين كميدان حرب غير آمن ودخوله خطِر، ولذلك بدأوا بنقل الصورة الحقيقية في البلاد إلى زملائهم وأصدقائهم في العالم عبر الإنترنت وعبر تقنية الفيديو كونفرانس بمجرد رؤيتهم للواقع الحقيقي.
يذكر أنه سيتم عمل يوم ثقافي مفتوح في كلية الهندسة تحت عنوان (إندمج مع العالم - Join the World) في مدرج كلية الهندسة وساحة الشطرنج في السادس عشر من الشهر الجاري، حيث سيتم خلاله دعوة الزوار الأجانب والمتطوعين الدوليين في الجامعة أو المؤسسات الصديقة للمشاركة بزوايا عن بلدانهم وثقافاتهم لإتاحة الفرصة للطلبة للإحتكاك بأكبر قدر من الثقافات الأخرى والإندماج مع العالم. ويشار إلى أن جامعة النجاح تقوم بتوفير المسكن ومتطلبات المعيشة والحركة للزوار الدوليين كجزء من التقدير لهم مقابل ما يقدمونه من أجل طلبة الجامعة وبرامجها.