عقد مركز التواصل بكلية الهندسة محاضرةً عامة بعنوان "هندسة المبيعات" (Sales Engineering)، تحدث فيها الدكتور سام فقها رئيس قسم التسويق بكلية الإقتصاد والعلوم الإدارية في الجامعة، وحضرها عشرات الطلبة من كلية الهندسة. وتحدث الدكتور فقها حول المهارات الشخصية التي لا بد أن يتحلى بها مهندس المبيعات مثل: مهارات التواصل، والأمانة، واللغة، ومهارات الإستماع، والإنتباه لحركة الأعضاء كالوجه واليدين، والإنضباط وعدم الإنفعال، والصبر، واختيار الملابس المناسبة للنشاط المناسب، ومهارة الطرح في الحديث، لا من أجل جني مال الزبون بل لخدمته فعلاً، فمثلاً عند تسويق منتج أغلى سعراً من مثيلاته في السوق، فيجب الإشارة إلى جودته، أو صيانته، أو طريقة الدفع، وهنا ينبغي على مهندس المبيعات ترتيب الكلام بطريقة لبقة تجذب الآخرين لا تنفّرهم، كما يجب توضيح بنود العقد بشكل واضح. وأشار الفقها إلى المساقات التي يمكن لطلبة الهندسة دراستها كمساقات حرة مثل "البيع الشخصي" و"مبادئ التسويق". وأضاف فقها أن الإنطباع الأولي الذي يأخذه المتلقي عن أي شخص يلاقيه هو الإنطباع الأخير، ومن الصعب تغييره، وأوضح أن عدم المعرفة بأمور تقنية أو هندسية قد تقلل من فرصة رجل المبيعات العادي من تسويق سلعته، لذا ظهرت الحاجة إلى رجال تسويق يحملون شهادات في الهندسة.
مجموعة من الطلبة أبدوا إعجابهم بفكرة المحاضرة، وقالوا إنها تحاكي جانباً من اهتماماتهم؛ الطالب عبد الرحمن قشوع من كلية الإقتصاد قال إنه من خلال عمله كمتطوع مع مركز التواصل، فقد قام بمساعدة المركز في التنسيق لهذه المحاضرة، فيما أشارت الطالبة نوران حمد إحدى متطوعات المركز أنها قامت بتدوين مخرجات المحاضرة، فيما طلبت مجموعة أخرى من الطلبة بعقد محاضرات أكثر تخصصاً في هذا المجال.
الدكتور نبيل الضميدي عميد كلية الهندسة قال إن هذه المحاضرة تأتي ضمن منظومة أوسع تنتهجها كلية الهندسة للتواصل مع الكليات الزميلة في الجامعة للبحث في العلاقات التكاملية المشتركة التي ستنعكس بدورها على توسعة مدارك الطلبة وتعريفهم بجوانب متعددة للآفاق المهنية الممكنة لهم بعد التخرج، وأضاف بأن هذا التزاوج بين الهندسة والإقتصاد هو جزء مكمل للمساقات التي يتعلمها طلبة الهندسة في مجالات الإدارة الهندسية والإقتصاد الهندسي وغيرها. وأوضح بالقول: "الهندسة تتقاطع مع حقول الحياة جميعها، وهذه المحاضرات تبحث في هذه العلاقات الإندماجية، وقد سبق أن قامت الكلية بإجراء أنشطة ومحاضرات عامة حول "الأخطاء الهندسية والمسؤولية القانونية" بالتعاون مع كلية القانون، ومحاضرة "الهندسة السلوكية" بالتعاون مع كلية التربية، وهذه "هندسة المبيعات" بالتعاون مع كلية الإقتصاد، ونقوم بالتخطيط لأنشطة أخرى مع كلية الطب تربط بين الهندسة والصحة، وهكذا".
من جهته قال الدكتور نافذ أبو بكر عميد كلية الإقتصاد والعلوم الإدارية إنه يشجّع هذا النوع من التبادل المعرفي، ودعا إلى الإستمرار في عقد هكذا أنشطة من أجل البحث في العلاقة بين الهندسة والتسويق، والآفاق المهنية الممكنة، مشيراً أن هذا البرنامج يمكن الإستفادة منه لإرشاد طلبة كلية الهندسة الذين يشعرون أن لديهم ميولاً تسويقية في مجال تخصصاتهم الهندسية، حول المساقات الحرة التي يمكنهم دراستها من كلية الإقتصاد لتساهم في تطوير مهاراتهم من أجل مستقبلهم المهني، مذكراً أن الأمور المحاسبية والإقتصادية والإدارة المالية هي جزء لا يتجزأ من العمل اليومي للمهندسين ومشاريعهم. وقال المهندس محمد دويكات مدير مركز التواصل الهندسي إن هذه المحاضرة ترسم نقطة إنطلاقة لخلق حِراكٍ إضافي داخلي بين كليات الجامعة، وأضاف دويكات بقوله: "لقد التقيت خلال السنة الأخيرة بثلاثة زملاء تخرجوا من جامعة النجاح؛ أحدهم يعمل حالياً مديراً للمبيعات في شركة اللدائن، وهو مهندس صناعي، والثاني يشغر مدير المبيعات بالشركة العربية لتجارة السيارات وشركة البرج للمعدات الثقيلة وهو مهندس ميكانيك، أما الثالث فهو خريج كلية الإقتصاد في الجامعة، ويعمل مسؤولاً للمبيعات في شركة صناعة خامات ومواد بناء في دبي، وهذا يؤكد وجود مناصب في مجال المبيعات والتسويق لا يستطيع القيام بها سوى مهندسين لديهم مهارات تسويقية ولباقة في التعامل".