نظم مركز التواصل بكلية الهندسة ورشتين تدريبيتين مدة كل منهما نحو خمس ساعات يوم أمس السبت، وذلك بالشراكة مع مؤسسة إنجاز فلسطين وبعض العاملين في القطاع الخاص الفلسطيني. وقد كانت الورشة الأولى بعنوان (مشروع العمر) شارك فيها أربعون طالباً، فيما كانت الثانية بعنوان (كيف أكونُ قيادياً)، وقد شارك فيها سبعون طالباً وطالبة، غالبيتهم العظمى من طلبة كلية الهندسة من مختلف سنواتها الدراسية. وقد تحدث خلال الورشات كل من السيدة رشا العقاد مديرة العمليات في مؤسسة إنجاز فلسطين، ومجموعة من العاملين في القطاع الخاص منهم المهندس شادي ضراغمة من مجموعة عنبتاوي والمهندسة ميس المصري من مصنع الأرز والسيد محمد أبو بكر من سوق فلسطين للأوراق المالية، وجميعهم يشغرون مناصب إدارية في مواقع عملهم، بالإضافة إلى مساعدين من طواقم مؤسسة إنجاز ومتطوعي مركز التواصل الهندسي.
وجاءت طبيعة التدريب بشكل حواري ومجموعات عمل وتمارين قريبة من الواقع، وفي مشروع العمر تدرب الطلبة على العمل الجماعي وأجروا سيناريوهات واقعية لتأسيس شركتهم ومشروعهم الخاص، بدءاً بإعداد الفكرة وتسمية الشركة واختيار شعار لها، مروراً ببناء هيكلها الوظيفي والتنظيمي واختيار المنتجات والخدمات التي ستقوم ببيعها، وقد تم تقييم الشركات والمشاريع المقدمة على ميزان الربح والخسارة، حيث استطاع بعض الطلبة تحقيق أرباح بسيطة، فيما استطاع البعض الآخر من استرداد رأس المال، بينما راح البعض الأخير ضحية الخسارة! أما في "كيف أكون قيادياً" فقد تمرّن الطلبة في مجموعات عمل أيضاً حول إدارة الأفراد والمؤسسات، وأُتيح للمشاركين التعبير عن أنفسهم ومهاراتهم الذاتية، وتعرّضوا لمواقف حقيقية وحالات دراسية تحدث خلال العمل وكيفية التصرف إزاءها."
وقالت مجموعة من الطلبة الملتحقين بالدورات منهم آلاء أبو محميد وروان هيجاوي وبهاء شقّور ونور الدين معلّا: "نطلب مزيداً من التطبيقات العملية، لقد شعرنا شيئاً ينمو في شخصيتنا اليوم، ندعوا مركز التواصل أن يستثمر يوم عطلة نهاية الأسبوع لتزويدنا بمهارات من هذا القبيل، لقد تعلمنا الفرق بين الإدارة والقيادة، هذه مسائل رئيسة في حياتنا، أشعر نفسي الآن بأني أصبحت أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين، ودفعتني هذه الدورة أن أكون أكثر مسؤولية، لقد فتحت لنا الآفاق والمدارك العقلية، لقد اكتشفنا أشياءً موجودة بداخلنا لم نكن نعرفها من قبل، لقد لمسنا عن قرب العمل بروح الفريق مع مجموعات لا نعرفها من زملائنا، تعلمنا أسس الريادة واتخاذ القرارات."
يقول عاصم صنوبر أحد طلبة هندسة البناء: "بالفعل دورة مميزة، كنت من المشاركين في مشروع العمر، بجد دورة مفيدة، مجموعتنا أحرزت المركز الأول بحمد لله، شكراً كثير لك أستاذ محمد ولمركز التواصل ولمؤسسة إنجاز وإلى الأمام."، الطالب فهد محمد يقول: "الدورة كانت اليوم مفيدة جداً، أنتم تبذلون جهوداً عظيمة للطلاب وللجامعة في مركز التواصل، يعطيكم العافية."، الطالب لؤي بيتاوي هو أحد الطلبة الجدد ممن حضروا الدورة يقول: "شكراً لكم، اليوم استفدنا وتدربنا وتعلمنا وفهمنا وقضينا وقتاً ممتعاً، نشكركم على تنظيم هكذا دورات، ونأمل المزيد."
المهندس محمد دويكات مدير مركز التواصل الهندسي في الكلية قال: "لا نريد أن نجامل أنفسنا، رغم إبداء الطلبة كثيراً من الجوانب الإيجابية، إلا أننا أجرينا تقييماً في نهاية كل ورشة لنعرف أين نقاط ضعفنا من أجل تطوير هذا البرنامج، إن كثيراً من المهندسين خريجي جامعة النجاح يتولون مناصب إدارية بعد تخرجهم، ونجد هنا واجباً علينا تجاه هؤلاء لدمجهم قدر الإمكان بالحياة المهنية وسوق العمل لتقليص الفجوة بين الأكاديميا والواقع العملي، نحن نتطلّع "بصدق" أن يسهم مهندسو النجاح بشكلٍ فاعل في إحداث تغيير من أجل مستقبل فلسطين."
وقد أشاد الدكتور نبيل الضميدي عميد كلية الهندسة بجهود مركز التواصل ومؤسسة إنجاز فلسطين، ووجه شكره للمدربين الضيوف، وأبدى إعجابه باهتمام هذا الكم من الطلبة قائلاً: "إن مجيء أكثر من مئة طالب في يوم عطلتهم إلى الجامعة حتى من محافظات أخرى، لهو دليلٌ على مدى اهتمامهم وحرصهم على استثمار أوقات فراغهم فيما هو مفيد وجديد، أنا أعرف أن هناك عدداً آخر من الطلبة ممن يرغبون بالإلتحاق بهذا البرنامج، نحن نشجعهم وندعمهم، وندعوا أشقاءنا وزملاءنا من المهندسين العاملين في القطاع الخاص أن يتفضلوا بالإتضمام إلى هذا البرنامج لرفده بما لديهم من خبرات، ولجسر الهوّة بين الطلبة والمهن التي يمكن أن يعملوا بها بعد تخرجهم، هذا من أجل أن نبني معاً للوطن، إنها مسؤوليةٌ إجتماعيةٌ كبرى."