عقد مركز التواصل بكلية الهندسة محاضرةً لطلبة الكلية بعنوان (شخصيتي، وكيف يراني الآخرون)، وقد أُقيمت المحاضرة في مدرّج كلية الهندسة وحضرها نحو مئة طالب من مختلف دفعات الكلية، وتحدث الدكتور جواد فطاير مساعد رئيس الجامعة خلال هذه المحاضرة حول مهارات القيادة واتخاذ القرارات إلى جانب مجموعةٍ من السلوكيات والمهارات التي يجب أن يتحلى بها المهندس، لكي يتمكن من تغليف العلم الذي يتلقاه بوعاءٍ أنيق يرسُم ملامح شخصيته المستقبلية.
المحاضرة لاقت اهتماماً في أوساط الطلبة. وتدور محاضرات الدكتور فطاير بشكل عام حول أربعةِ محاور رئيسة في محيط المهارات العلمية للطلبة، وهي الذكاءات اللغوية والإلكترونية والعاطفية والاجتماعية. وتحدث الدكتور فطاير عن أهمية إتقان اللغتين: العربية الأم والانجليزية كلغة ثانية، وقال إنها والمهارات الإلكترونية تشكلان عجلتين هامتين لطالب الهندسة. ثم انتقل بالحديث عن مهارات الذكاء العاطفي، موضحاً أن الإنسان ليس كياناً فسيولوجياً فقط، ولكنه كيان عاطفي أيضا، وهذا ما يميزه عن بقية الكائنات، وشرح أن الذكاء العاطفي يعني المقدرة على إدارة العواطف؛ وضرب فطاير بعض الأمثلة التي يظهر فيها الذكاء العاطفي للطالب أو الخريج، منها الخوف والإرتباك عند المقابلة الشخصية معتبراً تلك عوامل سلبية، وبرر فطاير أن الإنسان ينبغي أن توجد عنده مخاوف بنسبة 20-30%، وهذه طبيعة البشر، وإلا فسيصبح الإنسان بلا حوافز، غير مبالٍ، وعديم المسؤولية والتحفيز، ونصح الطلبة بأنه عند الخوف لا بد من التذكر وأن يقول الطالب لنفسه إنه يمتلك أشياءً قيِّمة ومهمة وجميلة ومن الممكن أن يقوم بتوظيفها مع من يقابلهم، وأن يقوم الطالب باستحضار الثقة بالنفس والرؤية الذاتية وغيرها، داعياً الطلبة إلى استثمار فترة الدراسية الجامعية لبناء شخصيتهم جنباً إلى جنب مع تعليمهم.
وحول الذكاء الإجتماعي قال فطاير إن الذكاء الاجتماعي هو الجسور التي يقوم الإنسان ببنائها مع الآخرين، وأنه يكمن في المقدرة على إنشاء علاقات، وضبط العلاقات في حالة وقوع خلل فيها والصبر عليها، والقدرة على إدارة الأزمات والقبول للآخر المختلف، مذكراً أن الخريج سوف يعمل كعضوٍ فعّال ضمن فريق ليس بمزاجه وحسب أمنياته بالضرورة. كما تطرق إلى موضوع رفع الصوت وأهمية خفضه والاهتمام بدرجته، مشبهاً الصوت بمفتاح له 10 درجات قائلاً إن الإنسان في أغلب أعماله اليومية لا يجب أن يستخدم أكثر من الدرجة (3)، وتحدث كذلك حول أهمية الإنطباع الأولي الذي يأخذه الآخرون عن الشخص، وقال إنه لا يوجد إنطباعٌ ثانٍ، مؤكداً على أهمية الشكل الخارجي من لباس وتناسق ألوان ورائحة، لتكون سنداً لجوهر الطالب المكتنز. ثم ختم فطاير محاضرته بالحديث عن القيادة وبيَّن أنها القدرة على التأثير في الآخرين وتحريكهم باتجاه مسار معين لتحقيق أهداف محددة، وبيّن أن القائد ينبغي أن يلم بتلك الصفات جميعها، وأن يكون ذا مهارات تواصل عالية، وأن يمتلك القدرة على صناعة القرارات، وأن يكون ملتزماً تجاه مؤسسته وعمله ومحباً له، وأن يدعم المحيطين به الذين يعملون معه أو في محيطه، لا أن يكون عامل إحباطٍ لهم.
وقالت الطالبة آلاء أبو محميد: "نشكر الدكتور جواد فطاير على أسلوبه الشيّق في العرض والتحدث، كما نشكر مركز التواصل الهندسي وكليتنا الحبيبة على تنظيم هكذا أنشطة من شأنها أن تأخذ بيدنا وأن توسع مداركنا للحياة المهنية المقبلة بعد التخرج، بل وللتعامل مع المؤسسات التي نزورها وأساتذتنا وزملائنا وأنفسنا خلال سنوات الدراسة."
وفي تعليقه على المحاضرة قال الدكتور نبيل الضميدي عميد كلية الهندسة إن كلية الهندسة تفتخر بمستوى خريجيها، وتتابع التغذية الراجعة التي تردها حولهم، وأوضح أن مجلس تنمية الكفاءات الذي يرأسه الدكتور فطاير سيرسم مساراتٍ هامة من أجل تحقيق المزيد من رفعة خريجي الكلية والجامعة وتعزيز جودتهم لتظل جامعة النجاح منبراً للمبدعين والعقول النيّرة.