شارك المهندس محمد دويكات مديرُ مركز التواصل بكلية الهندسة في مؤتمرٍ تدريبيّ نظمته مؤسسة هولي لاند ترست في القرية السياحية بأريحا واستمر سبعة أيّامٍ متتالية، وشارك في التدريب 107 مشاركين من مدن الضفة الغربية وفلسطين الداخل، من أصل نحو 350 تقدموا للمشاركة في هذا البرنامج بشكل فردي أو عن طريق مؤسساتهم، وتألف المشاركون من مدراء مراكز قيادية، من بينهم عددٌ كبير من المدراء العامين في السلطة الوطنية الفلسطينية وبعض مدراء الأجهزة الأمنية، ومدراء بنوك وشركات محلية إضافة إلى بعض الأفراد المستقلين، وممثلين عن بعض الفصائل الفلسطينية.
ويهدف هذا البرنامج إلى توفير الأدوات اللازمة للقيادات الفلسطينية التي تساعدهم في "جعل المستحيل ممكنا" على مستوى حياتهم الشخصية، وعملهم ومجتمعهم وبلدهم. وهو عبارة عن برنامج تطوير شخصي عميق جداً لتنمية المهارات القيادية، وفرصة لاستكشاف التفكير اللانمطي والوصول إلى قوة اللغة وتحقيق نتائج اختراقية لانمطية، ويرى البرنامج أن اللغة والحوار هي أساس الأعمال جميعها، وهي مكمن القوة في البشر.
وقال المهندس دويكات إن العملية التدريبية كانت تستمر من الساعة الثامنة صباحاً إلى الثامنة ليلاً طيلة سبعة أيام متتالية، حيث كان المشاركون قد وقّعوا على تعهد بالتزام حضور الجلسات جميعها، وأن يعزلوا أنفسهم عن أجهزة الجوّال والهاتف والإنترنت والتلفاز ليصفو ذهنهم للتدريب وحده. وقد قاد البرنامج التدريبي السيد ميكي فالاتشاك النمساوي الجنسية، وهو بروفيسور بجامعة كرانفيلد ببريطانيا تجاوز السبعين من عمره، وكذلك ثلاثة مدربين بريطانيين يساعدوه هم ديفيد وباولا وروب، بالإضافة إلى أكثر من عشرين مدرباً ومساعداً محلياً سبق أن تلقوا التدريب نفسه وتدريباتٍ أخرى، بالإضافة إلى طواقم مؤسسة هولي لاند ترست، وقد سبق للسيد ميكي أن قام بتدريب أكثر من 100 ألف من أصحاب الديانات والمراكز القيادية المختلفة في العالم خلال أربعين سنة انقضت من عمره، وله مغامرات لا نمطية كبرى في حياته.
ويمتد البرنامج ستة شهور متتالية، حيث يستمر بعد مرحلته الأولى في لقاءات نصف شهرية على مستوى المناطق الجغرافية، ولقاءات شهرية تجمع المشاركين جميعهم في رام الله، وتنتهي الأشهر الستة بأسبوعٍ تدريبيّ آخر في أريحا في نيسان 2011.
وقال السيد سامي عوض مدير مؤسسة هولي لاند ترست إن هذا المؤتمر التدريبي يُسمى برنامج تطوير القيادة اللانمطية (Nonlinear Leadership)، ويتم عقده للعام الثالث على التوالي، ويأتي ضمن حملةٍ عملاقة بعنوان "جعل المستحيل ممكنا" (MIPC)؛ وهي حملة تسعى إلى إعادة تركيز القوة الهائلة التي تكمن في المجتمع الفلسطيني لتُستخدم في خلق رؤية إيجابية إستراتيجية تشمل الشعب الفلسطيني ككل. وأضاف بأن مؤسسته تسعى إلى إعادة الناس إلى جوهرهم، ليتجاوزا الوضع الراهن عن طريق توحيد الصوت الفلسطيني وخلق قوة جديدة يكون فيها كل أفراد المجتمع الفلسطيني متشاركون في تحديد مستقبلهم، ومستقبل مجتمعهم وشعبهم، وعلاقتهم مع الآخرين.
الدكتور نبيل الضميدي عميد كلية الهندسة قال إن هذا البرنامج التدريبي سينعكس على شباب الجيل الجديد من المهندسين، من أجل المساهمة في بناء فلسطين المستقبل، ووجه شكره لمؤسسة هولي لاند ترست ومجلس إدارتها على التنظيم الجيد والتنسيق الدقيق لفعاليات هذا البرنامج التدريبيّ، قائلاً: "إن فلسطين المستقبلية بحاجة فعلاً إلى جيل من القادة الكبار يحققون نتائج لا نمطية في مؤسساتهم ومجتمعهم ووطنهم". وأضاف الضميدي أنه قد وقع الخيار على المهندس دويكات للقيام بتنسيق وعرافة الحفل الختامي للمؤتمر التدريبي، حيث أبدى أكثر المشاركين إعجابهم بشخصيته وطريقته في الحديث ولباقته في الأداء.