أصدر الدكتور جلال الدبيك، منسق عام المراكز العلمية في جامعة النجاح الوطنية، ومدير مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل، ونائب رئيس الهيئة الوطنية للتخفيف من أخطار الكوارث، كتاباً جديداً في موضوع "التصميم المعماري للمباني المقاومة للزلازل"، ويهدف الكتاب إلى المساهمة في الحد من مخاطر الكوارث الزلزالية، وذلك من خلال إبراز أهمية التصميم المعماري للمباني، وانعكاسات ذلك على العلاقة بين السلوك الزلزالي للمباني وهيئتها المعمارية والإنشائية، فمن وجهة نظر هندسة الزلازل، يبدأ التصميم الزلزالي للمبنى من الخطوط الأولى التي يرسمها المهندس المعماري، والمعماري الناجح، يستطيع أن يجمع بين ثلاثية التصميم الجميل والوظيفة الفعالة والإنشاء المقاوم للزلازل.
ويحتوي الكتاب على العديد من الأمور المهمة بالنسبة للمهندسين المعماريين والإنشائيين، ويتضمن الكتاب مقدمة وسبع فصول، حيث تحدث المؤلف من خلال المقدمة، عن زلزالية المنطقة واحتمالية حصول زلازل قوية أو قوية نسبياً في المستقبل، بالإضافة إلى وصف عام لواقع العمل الهندسي والمباني الدارجة في فلسطين، والمفهوم الخاطئ للعلاقة بين كل من المهندس المعماري والإنشائي في موضوع التصميم الزلزالي للمباني، وعدم وجود آلية لدى المؤسسات ذات العلاقة لمتابعة موضوع تصميم وتنفيذ المباني لمقاومة الزلازل، وتتناول المقدمة كذلك موضوع ربط التصميم الزلزالي وسياسة استخدام الأراضي بمتطلبات الإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث UNISDR، وعلاقة ذلك بالالتزام بمعايير إطار عمل هيوغو للعقد 2005 - 2015 "بناء قدرات الأمم والمجتمعات لمواجهة الكوارث".
ويتضمن الكتاب سبعة فصول، حيث يتحدث الفصل الأول عن هيئة المبنى وأبعاد مساقطه في الاتجاهات الثلاث، بالإضافة إلى تشكيل العناصر الإنشائية وغير الإنشائية والمباني المنتظمة وطرق التحليل، وقد ركز الفصل الثاني على الخصائص العامة للمباني من حيث أبعادها، وتناسب وتماثل عناصرها وكثافة العناصر الإنشائية وتوزيعها، أما الفصل الثالث فقد عالج موضوع السلوك الزلزالي للمباني غير المنتظمة وذات الأشكال الهندسية المركبة أو المعقدة، وكذلك الأنظمة الإنشائية غير المتوازية، والاختلاف في مقاومة المحيط الخارجي للمبنى وصلابته، في حين ركز الفصل الرابع على أثر الهيئة الرأسية للمباني على سلوكها الزلزالي من حيث عدم الانتظام الرأسي في شكلها، ووجود الطوابق الرخوة، والضعيفة، والأعمدة القصيرة، واستخدام أنظمة الطيرانات، والتجاور بين المباني والبناء فوق مبانٍ قائمة قديمة، وتوزيع الفتحات حول الأبواب والنوافذ في الجدران الداخلية والخارجية.
وتم تخصيص الفصل الخامس لتوضيح السلوك الزلزالي للعناصر غير الإنشائية مثل جدران الطوب/ القسامات، والجدران الخارجية المحمولة كجدران الحجر والطوب، واستخدام الحجر في أنماط المباني الدارجة محلياً، أما الفصل السادس فيتحدث عن طرق التحليل الزلزالي الاستاتيكية والديناميكية، بالإضافة إلى علاقة وزن المبنى مع سلوكه الزلزالي، وللإطلاع على واقع المباني الدارجة محلياً وسلوكها الزلزالي المتوقع، وتناول الفصل الأخير موضوع قابلية الإصابة الزلزالية لأنماط المباني الدارجة في فلسطين، من حيث تأثير الموقع، والتشكيل المعماري والإنشائي للمباني المستخدمة، وطرق تصميم وتنفيذ العناصر الإنشائية، ومؤشر قابلية الإصابة الزلزالية والتقييم الزلزالي للمباني وتحليل قابلية إصابتها.
يُشار إلى أن الكتاب قد تم تحكيمه من قبل عمادة البحث العلمي في جامعة النجاح الوطنية، وهو عبارة عن مقرر دراسي لطلبة هندسة العمارة وهندسة البناء والهندسة المدنية، ويمكن الاستفادة منه في عمل دورات هندسية متخصصة للمهندسين.