لتحقيق مزيدٍ من التقدم، كليةُ الهندسة في جامعةِ النجاح الوطنية تنظِّم ورشةَ عملٍ حول تطوير الأداء الأكاديمي في الكلية
عقدت كلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية، وبمبادرة من عميد الكلية وأعضاء مجلس الكلية، ورشةَ عملٍ بعنوان: (تطوير الأداء الأكاديمي في كلية الهندسة)، وقال عميد الكلية الدكتور نبيل الضميدي: "إن تحقيق كلية الهندسة سنوياً العديد من الإنجازات التي كان آخرها حصولها على المرتبة الأولى في مسابقات مشاريع التخرج الفلسطينية على هامش المؤتمر الدولي للحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، وجوائز صنع في الوطن العربي وصنع في فلسطين، وجائزة زهير حجاوي للعلوم التطبيقية، ورئاستها فريق التخطيط الإستراتيجي لمحافظة نابلس، وغيرها من الإنجازات، كل ذلك يجعلها لا تكتفي بالحد الذي وصلت إليه، فهي تطمح دوماً إلى إحراز مزيد من التقدم. هذه الأمور مجتمعة دفعت بنا في مجلس الكلية لتنظيم هكذا ورشة لأول مرة وبجرأة، من أجل جني التغذية الراجعة للأعمال التي نقوم بها، هكذا هي الهندسة، وهكذا هم المهندسون؛ يفكرون، يخططون، ينفِّذون، ثمّ يقيّمون ويعدّلون".
كلية الهندسة ... الأفضل في فلسطين ومن العشرة الأوائل في الوطن العربي
وأضاف الضميدي أن كلية الهندسة في جامعة النجاح هي أفضل كليةٍ هندسية في فلسطين، ومن الكليات العشرة الأوائل في الوطن العربي، وأن خريجيها ينافسون أيضاً على المستوى العالمي، وأشار إلى مئات المهندسين الذين تخرجوا منها ويقومون بأعمال ريادية في المشاركة ببناء كثير من مدن ودول العالم مثل دبي والسعودية وحتى بعض الدول الأجنبية، وبيّن أن الورشة تهدف إلى رسم ملامح تطوير الأداء الأكاديمي لعناصر العملية التعليمية في كلية الهندسة جميعها، مشيراً إلى الطلبة والمدرسين والإداريين في الكلية وعمادتها، وذلك في مجالات أساليب التعليم الهندسي والبنى اللوجستية والإدارية المرافقة له، وقال إن الورشة هدفت أيضاً إلى تعزيز مفهوم المشاركة الجماعية في الإدارة.
وقد شارك في الورشة التي استمرت 6 ساعات أكثر من 100 من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية ومساعديهم، وقد أدار الورشة الأستاذ سليمان الضعيفي رئيس قسم الهندسة الصناعية، حيث قام بتقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل، قامت كل منها بدراسة مسألة واحدة بحاجة إلى تطوير، وعمدت إلى تحليل عناصرها، ومن ثم وضع الحلول لها، وقد قامت كل مجموعة بطرح حلولها المقترحة أمام المشاركين.
تجربة أولى وجديدة
وقال الدكتور أحمد الرمحي، عضو لجنة التخطيط والتطوير في كلية الهندسة، إن اجتماع الهيئة التدريسية من أقسام الكلية جميعها هو تجربة أولى وجديدة للتعرف على نقاط الضعف من أجل تجاوزها واقتراح الحلول المناسبة للتغلب عليها، واشار الرمحي الى أنه من المتوقع أن تخرج هذه الورشة بتشخيص واقعي وموضوعي لكلية الهندسة من خلال التركيز على عناصر العملية التعليمية جميعها من هيئة تدرسية وطلبة وتجهيزات، وأوضح أنه سيتم وضع إطار زمني وتوزيع للمسؤوليات لرفعها إلى إدارة الجامعة للمصادقة على تطبيقها على أرض الواقع، وأشار الرمحي أن توصيات الورشة تتضمن أيضاً التركيز على الجانب التطبيقي، بحيث يصبح لدى الطالب تطبيقات أكثر في مجال الهندسة.
وذكر الدكتور خالد الساحلي، عضو مجلس الكلية، والذي قام بتقديم عرض تشخيصي عام للقضايا التي تحتاج إلى تطوير، أن الورشة تقيّم الأداء الاكاديمي على مستوى الكلية ووتستعرض سبل البحث في تطويره، من خلال استعراض وجهات نظر الطلاب والمدرسين وتبادل الآراء حولها، وأن وجهات النظر هذه تمت دراستها وتقييمها للإستفادة منها، وأشار أن مجموعة من الطلبة والمدرسين شاركوا في تقييم سريع وموجز للكلية، وبيّن انه لاحقاً لمخرجات مجموعات عمل الورشة، تم تشكيل لجنة التطوير الأكاديمي المكونة من خمسة أعضاء.
مركز التواصل الهندسي
وقد شارك في الورشة مركز التواصل الهندسي كعضو جديد في مجلس الكلية، وقال المهندس محمد دويكات مدير المركز: "لقد التحقتُ بكلية الهندسة في جامعة النجاح عام 1997، وبقيت فيها طالباً في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، وكنت ولا زلت أشهد التطور والنمو اليومي لها، لقد تطورت أشياء كثيرة في هذه الفترة وقفزت الكلية والجامعة ككل قفزات نوعية، وهذا أمر يستحق التقدير في بلد محتل رغم شح المصادر ورغم الحصار الذي تعرضت له نابلس. إن الكلية في تقدم مستمر وتعمل على تحسين جودة مخرجاتها، وما يبعث على السرور في الورشة التي عقدت هو مشاركة جميع الأجيال العمرية من أعضاء هيئة التدريس، وهذا يدل على تكامل الأجيال الهندسية." هذا وقد أضاف مركز التواصل الهندسي لمسته الأخيرة للورشة في صورة جماعية ضمّت أسرة الكلية، ووجه المركز شكره للمهندس حسن قمحية صديق كلية الهندسة الذي التقط الصورة بعدسته.
كل مصنع يهتم بجودة منتجاته ... كلية الهندسة هي مصنع العقول
وأضاف الضميدي بقوله: "إن كل مصنع يقوم بفحص آراء زبائنه من أجل الحفاظ على جودة منتجه، طلبتنا هم منتجات كلية الهندسة مصنع العقول"، وذكّر بأن قسم الهندسة الكهربائية قد حاز على أفضل تقييم العام الماضي من بين جامعات شرق المتوسط لعدة أسباب، من بينها مشاركة الطلبة في العملية التعليمية وأخذ ملاحظاتهم والتغذية الراجعة منهم، وأشار أن المرحلة المقبلة ستشهد لقاءات مفتوحة مع طلبة الكلية. واختتم الضميدي أن مجلس الكلية سيقوم بدراسة جميع توصيات الورشة لرسم أولويات لتنفيذها تدريجياً لتحقيق مزيد من الإرتقاء لكلية الهندسة، وأشار إلى مركز التواصل الذي أسسته الكلية مؤخراً من أجل المساهمة في تنفيذ بعض حلول التطوير الأكاديمي، ولعل أبرزها ربط التعليم الهندسي بالقطاعات الصناعية والخدماتية، والإهتمام بالتدريب العملي الهندسي.