أعلنت كلية الهندسة بجامعة النجاح الوطنية عن تأسيسِ أول مركزٍ تابعٍ لها، وقد أطلقت عليه اسم "مركز التواصل الهندسي"، وتتجسد رؤية المركز في ترسيخ قدرة العمل الهندسي على خدمة المجتمع الفلسطيني من خلال تعزيز التواصل مع القطاعين الصناعي والخدماتي، وبما يعززُ دور البحث العلمي ويميّزُ خريجي كلية الهندسة. ويهدف المركزُ بشكل رئيس إلى تقديم ابتكارات جديدة وحلولٍ لمشكلات القطاعات الصناعية والخدمية، من خلال محاور متعددة أبرزها مشاريع تخرج هندسية تتم رعايتها من قبل القطاع الخاص الفلسطيني.
وأوضح رئيس الجامعة أ. د رامي حمد الله أن كلية الهندسة تضم أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة طالب وطالبة من أبناء فلسطين المقيمين في الوطن والخارج موزعين في عشرة تخصصات دراسية، وقال إنه يتمنى أن يأتي اليوم الذي يتم فيه استثمار تلك الطاقات داخل الوطن، وأضاف بقوله: "آن الأوان للقطاع الخاص الفلسطيني أن يستثمر هذه الإنجازات والعقول البشرية، وأن يدعمها لاستكمال أبحاث ومشاريع علمية، لأنها في نهاية المطاف ستصب في مصلحة البلد، نحن نفضل أن تبقى هذه العقول في الوطن لتشارك في بناء الدولة الفلسطينية". وأشار الحمد الله أن كليات الهندسة في مختلف جامعات العالم تُعتبر محركاً رئيساً للتقدم، من خلال ما تنجزه من أبحاث علمية ومشاريع كعمل مشترك مع قطاعي الصناعة والخدمات لتطويرهما وحل مشكلاتهما. وأوضح أنه بناءً على تلك الرؤية جاءت فكرةُ تأسيس مركز التواصل الهندسي، ليشكل جدولاً يصب في الرؤية العامة لجامعة النجاح الوطنية: (نتحدى الحاضر لنرسمَ المستقبل).
وقال الدكتور نبيل الضميدي عميد كلية الهندسة إنه سعيدٌ بهذا الإنجاز، واصفاً إياه بأنه حجرٌ رئيس في بنيان كلية الهندسة، وأن من شأنه أن يرسم أمامها مساراً جديداً من العمل الهندسي، وأن يفتح لها نافذةً كبرى على المجتمع الفلسطيني وقطاعاته. وبيّن أن ذلك كله سيعمل على إثراء العمل والتعليم الهندسي من خلال تبادل الخبرات مع القطاعات الصناعية والخدماتية في فلسطين. وأضاف الضميدي أن كلية الهندسة بجامعة النجاح الوطنية تتطلع بطموحٍ كبير في أن تكون محركاً رئيساً يُدير دفة تطوير الصناعات والخدمات المتنوعة، ما يعززُ الإقتصاد الفلسطيني ويدعم صموده في مواجهة الإحتلال، وأشار إلى أن الإفتتاح الرسمي للمركز سيجرى في وقت لاحق. وأضاف بقوله: "نحن قادرون أن نكون أداةً رئيسةً لتطوير الصناعات والخدمات بما يعزز الإقتصاد الوطني في أرضنا المباركة. لدينا الأفكار القوية، والشخصيات الريادية، والتجهيزات، وقبل ذلك كله ... لدينا الإرادة".
وأوضح الضميدي أن المهمة الرئيسةُ للمهندسين تتلخصُ في جعل حياةِ الناس أفضل من خلال تطوير أعمالهم، وتقديم حلولٍ خلّاقة لمشكلاتهم، مستخدمين في ذلك القوانين والنظريات العلمية في برامج تطبيقية تنسجمُ مع حياة المجتمعات. وذكر أن ثمة أفكار كثيرة لتحقيق أهداف المركز، منها توجيه مشاريع تخرج الطلبة في سنتهم الدراسية الأخيرة نحو تطوير قطاعاتٍ فلسطينيةٍ هامّة، وأضاف أنه لتحقيق ذلك كان لا بد من مأسسة هذا العمل من خلال مركز متخصص يعمل على بناء جسور التعاون وفتح قنوات الإتصال مع أصحاب القطاعات الصناعية والخدماتية في الوطن لإطلاعهم على قدرات كلية الهندسة، وجعلها متاحةً أمامهم لتوظيفها في تطوير أعمالهم ومشاريعهم، وفي الوقت نفسه؛ الإستفادة من ملاحظاتهم في تطوير التعليم الهندسي وربطه بالواقع.
ويدير المركز في دورته الحالية المهندس محمد دويكات، وذكر المهندس دويكات أن المركز من شأنه تعزيز حضور طلبة الكلية والمساهمة في بناء مهاراتهم الشخصية أيضاً؛ وسيعمل على تطوير فرص التدريب العملي لهم، وتوجيه طاقاتهم الإبداعية لتنمية القطاعات الإنتاجية وتطويرها، وتحفيزيهم من خلال إشراكهم في الفعاليات والمسابقات الهندسية، موضحاً أن ذلك سيزيد من فرص دمجهم بالسوق بعد تخرجهم. وأشار أن لدى كلية الهندسة بعض النماذج الناجحة جداً في هذا المجال، والتي يمكن البناء عليها والإنطلاق منها، لتصبح جميع مناحي التعليم الهندسي من أجل تطوير الحياة.