مجموعة من الأكاديميين والمهندسين يسيرون "مشياً على الأقدام" من مدينة نابلس إلى الأغوار تضامناً مع مُزارع فلسطيني
زار وفد من أساتذة كلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية وأصدقاؤهم ومجموعةٌ من المهندسين المزراعَ الفلسطيني أحمد سليم جودة "أبو صلاح" البالغ من العمر 78عاماً، في منطقة تسمى القُفّ قرب النصّارية في الأغوار. والسيد جودة هو أحد وجهاء عائلته، وكان رئيس ومؤسس إتحاد الثروة الحيوانية في فلسطين، ولكنه قرر قبل بضعة سنوات الهجرة من المدينة إلى الريف، وبدأ مشروعه بتربية 30 رأس غنم، وأصبح لديه الآن مئات رؤوس الأغنام وأشجار الزيتون التي حققت أرباحاً تزيد على نصف مليون دينار حتى الآن حسب قوله، وقد فاز السيد جودة العام قبل الماضي بجائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع. وقد سار المشاركون مشياً على الأقدام مسافة تزيد على الستة عشر كيلو متراَ، حيث إنطلقوا بعد صلاة الفجر من جبل عسكر أقصى شرق مدينة نابلس، ووصلوا إلى المُزارع بعد ثلاث ساعات متتالية من السير المتواصل، وقد كان عنوان الرحلة " أنت قادر".
وقد بلغ عدد المشاركين في النشاط ستة وعشرون شخصاً معظمهم من كادر كلية الهندسة في الجامعة، وبعضهم من الدوائر والكليات الأخرى فيها، إضافةً إلى مهندسين وأصدقاء وأبنائهم من الذين اعتادوا السير مشياً على الأقدام بشكلٍ يوميّ. وقد رافق فريق المشي دورية تابعة للدفاع المدني تضم طاقماً مدرباً ومعداتٍ في حال حدث طارئٌ خلال المسير. وقد أُقيم النشاط بالتنسيق مع محافظة نابلس وبرعاية إعلامية من صفحة نابلس على الفيس بوك "نابلس في القلب" التي شارك مديرها في السير أيضاً بقدميه وعدسته.
وفي كلمة ألقاها أمام المشاركين، بدأ منظم الرحلة المهندس محمد دويكات المدرس بكلية الهندسة قوله بالآية الكريمة: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ)، وقال: "إن هذه الجولة تحقق عدة أهداف أهمها الرجوع إلى الطبيعة والإبتعاد عن أجواء المدينة والعمل، وذلك من خلال التواصل مع أهلنا الصامدين في الريف والإقتراب من الناس والمجتمع، وهي من جهة أخرى تعمل على تقريب علاقة الزملاء بعضهم ببعض وتنشر ثقافة (رياضة المشي) التي لها آثار إيجابية كثيرة في معالجة أمراض الضغط والسكري والسكتات القلبية والدماغية وغيرها، وكذلك تحسين الحالة المزاجية والنفسية"، وأضاف بقوله: "أنا جرّبت رياضة المشي وبدأتها منذ ثلاثة أشهر بالشراكة مع خالي السيد عدنان دويكات وإبن خالي المهندس يوسف راجح دويكات، وقد انخفض وزني أكثر من ثلاثة عشر كيلوغراماً وأحببت أن أنقل التجربة إلى زملائي. لقد أبدينا إهتمامنا بالريف، حتى وجبة الإفطار التي تناولناها حرصنا أن تكون فلسطينية من إنتاج تلك المنطقة، حيث تكونت بشكلٍ أساسيّ من: رغيف خبز طابون، وقرص جبنة، وزيت زيتون، وبضعة حبّات من البندورة."
وفي كلمته أمام ضيوفه قال السيد جودة: "أعتز بجامعة النجاح التي عمِلت ليس بإمكانياتها بل برجالها وتفوقت محلياً عربياً وعالمياً، إبني تخرج من كلية الهندسة قبل عدة سنوات ويعمل الآن في الخليج العربي، لقد طلَبتْ منه الشركة التي عمل لديها خمسة مهندسين آخرين مثله في ذلك الوقت، وهذا يدل على تميز هذه الجامعة وخريجيها، أنا أعتز بكم، وأقدِّر عالياً زيارتكم ولن أنسى هذا التقدير الذي منحتموني إياه ما حييت"، وقد قام السيد معاذ الشريدة بنقل كلمة السيد جودة مباشرة على أثير صوت النجاح ضمن برنامج "صباح فلسطين".
وقد تحدث عن الجامعة الاستاذ بلال سلامة مدير شؤون الطلبة في الحرم الجديد، حيث نقل تحيات الجامعة للسيد جودة، وشكره على حسن الضيافة هو وأنجاله صلاح الدين ونور الدين. كما قام الدكتور ناجح تميم نيابة عن كلية الهندسة بتسليم درع تقديري للسيد جودة.
وخلال رحلة الرجوع شاهد المشاركون أحد المشاريع الزراعية التابعة للجامعة في تلك المنطقة، حيث رجع الفريق بواسطة حافلة إلى نقطة الإنطلاق بعد خمس ساعات من الخروج. وقال المشاركون إنهم إستمتعوا بالزيارة وبالمناظر الطبيعية الجبلية والسهلية في مناطق كثيرة أهمها: عين كيكوب، الباذان، وادي الملاقي، أحراش الصنوبر والبلوط، النصارية، العقربانية، وادي الفارعة، وغيرها، والأجمل من ذلك هو الإستمتاع بلحظات شروق الشمس. كما قام المشاركون في الوقت نفسه بالتعرف على المشكلات البيئية والهندسية التي تمر بها تلك المنطقة.
للتعرف على أسماء الذين شاركوا في هذه الرحلة إضغط هنا
لمشاهدة ألبوم الصور للرحلة إضغط هنا