نظم مركز التواصل بكلية الهندسة محاضرةً عامة حول الهندسة السلوكية، وقد ألقت المحاضرة الدكتورة علياء العسالي رئيسة قسم أساليب التدريس في الجامعة، وحضرها أكثر من مئة طالب وطالبة من كلية الهندسة وكليات الجامعة الأخرى. وتحدثت العسالي خلال محاضرتها عن المدرسة الوراثية والمدرسة السلوكية في بناء شخصية الفرد، كما تطرقت إلى المهارات التي يجب أن يكتسبها الطلبة لتمكينهم من التعرف على الناس والتواصل والحديث معهم بشكلٍ لبق، وأوضحت مسألة ارتباط الشكل بالشخصية، مشيرة إلى أهمية التمييز في مسألة الحكم المسبق على الناس بمجرد رؤية أشكالهم من النظرة الأولى، وقالت العسالي إن المحاضرات الأولى مع طلبة الجامعات يجب أن تتخذ منحىً تعارفياً لمعرفة قدرات الطلبة ومواهبهم، مبينةً الدور الإيجابي لذلك في إدارة المساق فيما بعد.
واستعرضت المحاضرة أهمية أن يكون للإنسان حضور بشخصه، وأوضحت أن بعض الشخصيات يكون لديها تركيبة ومهارات تمكنها من الإبداع في مكان ما إذا ما خضعت للتدريب، ومن تلك المهارات ذكرت سرعة البديهة، ومهارات التواصل، وقوة الشخصية، والسمات القيادية "الكاريزما"، موضحةً أن كل إنسان لديه شكل من أشكال الذكاء يمكن البناء عليه وتقويته، وبينت أن بناء جيل فلسطيني قوي الشخصية يحتاج إلى أساتذة أقوياء الشخصية. وقالت إن بعض الأشخاص يمكن أن يتحدث ثلاث ساعات ويلاقي مستمعين له دون ملل، والبعض الآخر قد يمل مستمعوه بعد ثلاث دقائق من بدء حديثه، كما تحدثت حول الحدود الفاصلة بين الزمالة وتطورها إلى صداقة.
الدكتور نبيل الضميدي عميد كلية الهندسة قال إن الكلية مهتمة بتنفيذ خطط مجلس تنمية كفاءات الطلبة الاجتماعية والعاطفية والإلكترونية واللغوية وغيرها، ووجه شكره للدكتورة العسالي لحضورها، واصفاً التربية بأنها الهندسة البشرية، وأنه إذا كان دور المهندس العادي تشكيل المباني والمنشآت والمشاريع فإن المهندس البشري يتخذ دوراً هاماً في تشكيل الإنسان وتعديل سلوكه كما المبنى.
وذكر المهندس محمد دويكات مدير مركز التواصل الهندسي إن "الهندسة" هي إحدى المهن التي تتطلب تواصلاً وتأثيراً مباشراً مع الناس والمجتمع بشكل مستمر، ما يجعل من الأهمية بمكان بذل المزيد من الجهود لتنمية مهارات طلبة كلية الهندسة في هذا الاتجاه، مذكراً بما خلص إليه اجتماع مجلس كلية الهندسة الأخير وما لخصته العسالي في محاضرتها بأن الدور الذي يجب أن يحمله المدرس هو نقل السلوك بصفته "مربياً" للأجيال لا "ناقلاً" للمحتوى العلمي المجرد فقط.
يذكر أن المدرسة الوراثية في السلوك الإنساني ترى أن صفات الإنسان هي جينات موروثة، وأنها داخلية لا إرادية مرتبطة بنمو الإنسان، فيما ترى المدرسة السلوكية عكس ذلك بأن صفات الإنسان تتم بالتعلُّم وأنها مكتسبة