تعريف بالمشروع والفكرة التصميمة:
يهدف كل متحف, عموما, إلى حماية التراث و الأعمال الفنية ذات القيمة التراثية. لكن سياسة المتاحف تهتم أيضا بإثراء هذا التراث و التعريف به في إطار ثقافي يتأقلم مع حاجيات و متطلبات المجتمع. لذلك عملت المؤسسة المتحفية دائما على النجاح في مهمتها الأولى ألا وهي المحافظة على المجموعات الفنية ذات القيمة المرتقية إلى مستوى المصلحة العامة و ذلك في إطار مهمة سامية كخدمة عامة أو كقطاع عام على الأقل. فالهدف الأسمى هو توصيل المعلومة إلى الجمهور الكبير و تحقيق العدالة في حق الجميع في التربية و الثقافة.
ومن المعروف أن التاريخ الفلسطيني هو الأكثر عرضة لمحاولات تغيير الحقائق واخفائها من قبل الاحتلال الصهيوني فوجود المتحف لا يعرض الحقائق فحسب بل ويعمل على حفظها من أي عملية تلاعب قد يقوم بها الاعداء الصهاينة من اجل اثبات احقيتهم في الارض المقدسة.
ومن هنا جاءت الفكرة الاساسية للمشروع لتقوم على حفظ الحقائق التاريخية من اي عملية تلاعب وتوفير عناصر جاذبة للناس والسياح من اجل التعرف على هذه الحقائق. فجاءت الفكرة التشكيلية من كتلة واحدة لتعبر عن وطن واحد وشعب واحد وتاريخ واحد ولكن نتيجة ما مر به الوطن من صراعات وازمات على مر العصور تمثلت بخطوط عشوائية تضرب هذه الكتلة فسببت بها شقوق مختلفة كونت فتحات المبنى وتدرج المبنى تصاعديا ليعبر عن التسلسل الزمني للاحداث وتم ربط المستويات بمنحدارات داخلية لتسهل عملية الحركة بحيث يكون كل منحدر مطل على المستويات الادنى منه.
كما وتم التطرق الى معالجة الناحيتين الانشائية والبيئية لضمان ان يكون التصميم فعال ويحقق الهدف من توفير جو مريح وتفادي اي مشاكل تتعلق بالرطوبة والحرارة.
اختيار الموقع:
تم اختيار ارض المشروع في الجهة الغربية من مدينة نابلس على تقاطع شارعيين رئيسين شارع تونس وشارع طولكرم بالاضافة لشارعيين فرعيين يحيطان بالارض من الجهتين الشرقية والجنوبية يسهل الوصول اليه من مركز المدينة من خلال خط المواصلات العامة و تبلغ مساحتها حوالي 20 دنم وطبيعتها شبه مستويه كما يشتمل الموقع على ثلاث أنماط معمارية مختلفة منها السكني والتجاري الصناعي.
والهدف من الاختيار كون ان المتحف موجه لجميع شرائح المجتمع، فكان لا بد من اختيار منطقة سهلة الوصول ومما يضمن استمرارية الحركة على المتحف كما انه يعتبر على احد مداخل مدينة نابلس الرئيسية مما يشكل واجهة اساسية للمدينة .