لكن في بعض الاحيان قد تؤدي الظروف الخاصة التي تعيشها فئة معينة من الاطفال ضمن بيئتها المحيطة سواء داخل الاسرة او في المحيط السكني الى ان تسلك سلوك منحرف عن السلوك السوي الطبيعي وان تتعمد مخالفة قوانين المجتمع وكسر حواجز السلطة.
ولذلك يبدى المجتمع اهتماما خاصا بمدى تزايد القلق من معدلات الجرائم التى ترتكب باسم الأحداث وأخذت تتطور وتأخذ أشكالا وصورا جديدة من الانحراف أدت إلى خلق مناخ من الخوف والانحدار مما كان له آثار واضحة فى خلخلة النظام الاجتماعي بل وتؤدي إلى تهديد النظام الاجتماعي ولذلك فإن التصدي لهذه المشكلة يتطلب معرفة الأسباب الحقيقية التى تؤدى إليها وإلا أصبحت كما يقول المؤرخ الإنجليزي " توينبى ".
" نهر قوى جارف إذا وقف أمامه حشد كبير من الناس إما أن ينكسر السد أو يخرج على جانبي الطريق".
وكذلك مقولة سقراط عن سبب السلوك الانحرافي:
" أن الفرد يرتكب الشر عن جهل لا عن عمد وقصد وأنه لو عرف الفضيلة أو العمل الخير لاتجه إليهما فالجهل أساس الرذيلة والانحراف".
ومن هنا تبرز اهمية ايجاد مراكز اجتماعية تعنى بتاهيل هذه الفئة من الشباب تاهيلا مهنيا وسلوكيا واخلاقيا ، بحيث يتم تهذيب السلوك المنحرف لدى الصبية ،وتصحيح القيم الاخلاقية التي تاثروا بها ،وتعليمهم اصول المهن اليدوية كالنجارة والحدادة وتصليح السيارات....الخ
ومن المهم التنويه اليه ان هذه المراكز ليست سجونا عقابية للاحداث ولا يجوز اعتبارها كذلك لان الهدف منها بشكل رئيسي ليس العقاب للطفل بل اصلاحه نفسيا واخلاقيا وسلوكيا وتاهيله مهنيا، اما ان تعاملنا مع الطفل على انه مذنب ويجب ان يتحمل نتيجة خطئه ومعاقبته فان ذلك سوف ينعكس سلبا عليه وعلى المحيطين به ولن يعطي الحبس - مهما كانت مدته - نتائجه المرجوة.